قريتي في سطور


قرية "عــــرّام" لؤلؤة صغيرة. تقع غرب المتوسط على سهل منبسط ضعيف الإنحدار لا يتجاوز عشر درجات بين البحر و الجبل إذ لا يفصلها عن البحر سوى عشر كيلومترات يحدّها غربا وادي -زقزاو- و جنوبا عمادة سيدي التواتي و شمالا العلايا و شـرقا وادي الزّاس. هذه القريـــة الصغيرة التي تربط بين الجبـــل والبحـرتقع على التخوم فهي آخر نقطة من ولاية قابس . تنتسب إداريا إلى معتمــدية مارث تمتد على رقعة جغرافية تمسح 9300 هكتار. مناخها شبه جاف. تربتها هشّــــة. معدّل التســاقطات فيها لا يتجــــاوز 150مم/س



تحتل القرية موقعا متميزا فهي بوّابة الولاية إلى الجنوب و هي منفذ إلى الشـّــمال و إلى المناطق السّاحلية كجزيرة جربة إذ تقع على الطّريق الوطــــنيّة رقم 1 ,هذا ما أنبأتنا به الجغرافيا و لنستمع قليلا إلى التّاريـــــخ

"عــــــرّام" قرية ضاربة في القدم عريقة عراقة أهلها- و للمؤرّخين و الجغرافيـين حديث مطول عنها فقد تحدث التيجاني عنها فقال:
"الجاس قرية ضخمة ذات أشجار كثيرة و لها غابة متّسـعة فيها عين عذبة المياه غير أنّها مستوبئة و أخبرني أهلها أنهم احتفروا في هذا الوقــت بئرا عذبة المياه سالمة من الوباء يشربون منها و يسقون من تلك العين حميرهم و زروعهم, ثم يقول:رأيت بها مسجدا يذكر أهلها أن له فضلا مشهودا عندهم و أن الدّعاء مســتجاب عنده (هكذا) .

أما الرحّالة العيّاشي فيقول في رحلته:" قرية صغيرة فيها مزارات كثيرة"
 و قد وصفها الورثلاثي في رحلته نزهة المشتاق ص 652 : بأنها طيّبة ذات مياه عذبـة و نخل و مزارع  وبساتين فيها روضات مبنية كالنّجوم في السماء "




هذا ما أخبرت به كتب التاريخ عن "عرّام" أما الواقع فله حديث آخر فمن الآثار بالمنطقة ما يؤكد عراقتها  و يشير إلى تجذّرها في التاريخ فبجنوب المدينة نجد أثارا تعود إلى التّاريخ الرّوماني أو التّاريخ المرابطي لا نعلم تحديدا لأن المباحث الأثريّة لا تولي عناية بالمكان

 
وللقرية طابع معماري متميّز يقف شاهدا على رحى حرب طاحنة دارت فوق ربــوعها فحوّلتها أثرا بعد عين هي الحرب العالميّة الثّانية بين المحورو الحلفاء حرب جلبت العديد من المآسي للقرية و أهلها فدمّرت عمرانها و شرّدت أهاليـــها و روّعتهم أثارها لا تزال إلى يوم النّاس هذا تقف شاهدا على جبروت الإنسان و بطشه, خطّ حربي من الشّمال توّج بمتحف عسكريّ و هندسة معماريّة تركت بصمات المستعمر الآثم في هذه الرّبوع تمثّلت في المدينة العتيقة كتعويض عن الحرب و ضحاياها .


لئن اعتبر الإقتصاد قطاعا حيويّا لدى سكان المنطقة فقد ارتكز أساسا على القطاع الفلاحي الذي يستقطب أغلبيّة الأنشطة الفلاحيّة   و تقع أغلب الأراضي الفلاحيــة في شرق المدينة و هي تتميّز بتنوّع الأنشطة الفلاحيّة فنجد زراعات بعليّة تعتــمد على مياه الأمطار منها زراعة الشّعير و الزّياتين و أخرى سقويّة و التي تمثل النّشاط الفلاحي الأهمّ في المنطقة تقوم أساسا على مياه الرّي الكامنة أساسا في الأحواض الجوفيّة المترسّـبة منذ أحقاب زمنيّة طويلة تتمثل في إنتاج التّمور و الرمّان إضافة إلى المشمش  والعلف الموجّه للحيوانات و زراعة الخضر و البقول و قد اهتمّ أهالي المنطقة إضافة إلى القطاع الزّراعي بقـطاع تربية الماشية


     من اختيار التّلميذ
وائل سعود  6ج