حياة عباقرة العلم

لا فوازييه مكتشف الأوكسجين

أنطوان لوران لا فوازيه نشأ في وسط ميسور  وهو أحد العباقرة  موهبتهم  مدفوعين بحب النفاذ إلى أعماق الأشياء وحل الألغاز لقد كان والده محاميا في البرلمان الفرنسي و توفيت أمه وهو ما يزال طفلا  صغيرا فتربى في رعاية عمته العانس ولد في السادس والعشرين من عام 1743 في باريس

 نصحه أحد أصدقائه بالتقليل من الاجتهاد الفكري والزيادة في النشاط البدني لمدة ستة أشهر فقال له :أن تضيف إلى عمرك سنة خير من ألف في  بطون التاريخ وعمل لا فوازييه  بنصيحة صديقه وصادف أن التقى بأستاذه الكبير جان غيتار وهو عالم مشهور في الجيولوجيا طبقات الأرض على إعداد مجموعة من الخرائط عن التعدين في فرنسا فقبل لافوا زيه طلبه بكل سرور  وكان لافوا زيه مرهف الإحساس  يقدّر كل التقدير عاطفة أستاذه الكبير  وكان منذ نعومة أظفاره يحذر إيذاء الناس ولذلك كان ميالا للعزلة  بقي لا فوازيه  سنة كاملة لا يجهد نفسه في تفكير علمي حتى استرجع نشاطه فأعد دراسة لإنارة مدينة باريس و قلدته أكاديمية العلوم وسامها الذهبي سنة 1766 وكانت تلك أول خطوة نحو المجد وفي الثامنة والعشرين من عمره اقترن لافوا زيه بفتاة تصغره بأربع عشرة سنة وهي ماري أن بييريت وهي ابنة عضو بارز في شركة فيرم جنرال فتزوجها وكانت له خير سند في أعماله تترجم له أبحاثه و كانت مهتمة  بالكيمياء حتى أنها نشرت أخر كتب زوجها وهو مذكرات في الكيمياء الذي جمع لافوا زيه مادته حين دخل السجن سنة   1794

لقد كان مولعا بجمع المال تواقا إلى الثراء بقدر ما يتوق إلى العلم والبحث فاشترك في مزرعة و لما كان حموه من المسورين ذوي الجاه فقد توسط وظيفة أخرى وصارت للافوا زيه ثلاث وظائف هي عضوية المجمع العلمي و وعضوية المزرعة ومدير  دار الأسلحة  لكن هذه الوظائف  الثلاث لم تمنعه من القيام باختباراته العلمية  وقد خصص لها  ست سعات  في اليوم وأنشأ في دار الأسلحة بالذات مخبر جهزه بأحدث ما يوجد أنذاك من أدوات واستخدم فيه عددا من خيرة الشبان وسماه معهد الأبحاث و بعد الإنجاز العظيم  رأى والده أن يلحقه بطبقه النبلاء فاشترى له لقب شرف عام 1772

وكان شعار لافوا زيه  في هذه الأبحاث أنه لا يعتمد أبدا على التأمل فقط بل على الحقائق أيضا فكان يردد دائما  أريد أن أتكلم عن الحقائق وكانت الحقائق التي  اكتشفها في  تجاربه عن الماء أن بقايا التراب التي تتراكم  في قاع الإناء  علي  إثر تبخر الماء ناتجة عن تفتت الإناء ذاته وقد وجد بعد  كل تجربه أجراها أن الوعاء يفقد من وزنه ما يعادل  وزن التراث الراسب في القاعة عندما هاجر  لافوا زيه مختبره فأصدرت المحكمة بالقبض عليه  وكان لافوا زيه يحس وهو في السجن أن أمور لن تنفرج فكتب إلي خاله رسالة من السجن قال له فيها  لقد عشت حياة سعيدة  وسأرغم علي ترك هزه الدنيا  مخلفا شيئا  وحكم عليه بالإعدام  وقبل  منتصف ليلة 7 ماي 1794 نفذ عليه الحكم فكانت النهاية المأساوية لعالم فرنسا العظيم الذي اعتبره بعضهم أبو  الكيمياء

من كتيب حياة عباقرة العلم   تأليف : حسن أحمد جغام

 إنجاز حمزة جمازي  6 أ السنة الدراسية 2006/2007

رجــوع                    الصفحة الرئيسية

إيدونات - شبكتي - المكتبة الإفتراضية - فضاء المكون - المدرسة الإفتراضية - فضاء المربي - حول الموقع