الأخوان سالم وسليم
كان في عائلة العمّ عثمان توأمان يحبّان بعضهما
حبّا لا يوصف. توفّـيَ الأبإثر مرض عضال فاضطرّت الأمّ أن
تتزوّج لضمان عيش ولديها، لكنها كانت لا تعلم أنّ زوجها رجل ماكر يتحوّل من حين إلى آخر إلى
ثعبان. كان الزوج يعامل الطفلين معاملة
قاسية، ونظرا لبطشه كانت الأمّ أيضا تعامل ابنيها بقسوة لكي تكسب رضاه وعطفه.هذان الطفلان يدعيان سالم وسليم، الأوّل في غاية
الذّكاء، أمّا الثاني فهو ساذج.كان سالم دائم التفكير في التّخلّـص من زوج
أمّـه وإنقاذ أخيه من شرّه، إلى أن جاء اليوم المناسب، لمّا أرادت الأمّ أن تغسل
الأغطية وكان الزوج في ذلك اليوم في صفة ثعبان. أخذه الولدان ووضعاه وسط الغطاء
وطلبا من أمّـهما أن تساعداهما على ذلك.وافقت المرأة من دون أن تعلم بما يخطّـط الصّـبـيان
لزوجها. أخذوه قرب البئر وصبّوا عـليه الماء. وبسرعـة البرق، انهال عـلية سالم
وسليم بالعـصيّ إلى أن فـارق الزوج الماكر الحياة.اغطاضت الأمّ من تصرّف ابنيها. أخذت قليلا من
السّـمّ من الثعبان لتضعه في أكلهما.في المساء، أحضرت لهما الأكل ووضعته أمامهما لكن
سالما تفطّـن للمكيدة وطلبمنها إحضار الماء و أثناء غيابها، أبدل موقع الصّـحون.
لمّـا أكلت الأمّ بعض الطعام صاحت صيحة واحدة وماتت!
قـرّر الأخوان الرّحيل. حـمـل كـلّ واحـدأدباشه وزاده وانـطـلقا، وفي مـفـتـرق
الطـرق، أوصى سالم أخاه بالحذر. لكن لسوء حظّ سليم، تعرّف على عائلة بها سبعة أطفال
وجدّة مسنّـة. كان العملشاقّـا ومتعبا للغاية . يُطْلَبً منه كلّ يوم أن
يرعى الأبقار و يصطاد سبعة عصافير على قدر عدد الأولاد ويحمل العجوز على ظهره ويطوف
بها أنحاء الضيعة. يا للظّـلم !أمّـا أخوه سالم، فصادف أن تعرّف على عائلة
ميسورة ليس لها أولاد، فكان في مثابة الابن المدلّـل : أكْلٌ وشرْبٌ فاخر وهدايا ثمينة
وحصان يركبه للتجوال.....وذات يوم بينما كان يتنزّه في الحقول، إذ رأى
صبيّـا شقيّـا عاري القدمين، رثّ الثّوب، نحيل الجسم، يشبهه تماما. لم يعرفه في بداية
الأمر ولما سمع صوته، عرف أنّه أخوه سليم!
تأسّـف لحاله كثيرا عندما علم بسبب تعاسته والعذاب الّذييذوقه يوميّـا. خطرت بباله فكرة فقال لأخيه : " فلْنغيِّرْ الثياب!
اركبْ أنت الحصان وعدْ به إلى المنزل الّذي أسْكنه
وأنا سوف أعود بهذا القطيع إلى منزل العجوز وسوف أُريحك منهم جميعا!"مضى إلى الوادي وجمع سبعة عقارب بدلا من العصافير
ووضعها في أكياس ورجع بها وقدّمها للأطفال وكلّما أدخل طفل يده في الكيس
إلاّ ولسعته عقرب ومات فورا !أمّا العجوز، فربطها إلى ذيل البقرة فأخذت
تجرّها جرّا إلى أن تهشّمت عظامها وماتت! وهكذا خلّص أخاه من
جميع المصائب. ورجع سليم فلم يجد ما يقلقه، وعاش الأخوان في أرغد
عيش وأمان.
من تأليف سهى العيادي -
س5ب
|