الطفلان اليتيمان

يحكى أنّ هناك طفلين كانا يعيشان مع أبيهما و أمّهما في منزل جميل له حديقة واسعة.كان الطفل الأكبر اسمه خناس كانت عيناه زرقاوان مثل السماء الصّافية كان نحيف الجسم شعره بنيّ يميل إلى الصفرة   و كان وجهه مستديرا فهو رشيق كالغزال  صبور أمّا أخوه الأصغر  خاسنتو كان يشبهه تماما كالتوأمين  و كانت أمّهما تحبهما كثيرا لحسن أخلاقهما . و في إحدى الأيّام أصيبت الأمّ بنوبة قلبية  أفقدتها الحياة فحزن الطفلان لكن الأب تظاهر بأنّه حزين و قد أجاد التمثيل  لأنّه كان يخونها مع إحدى الموظفات وينفق  مالا كثيرا . فقد كان مفتشا ماهرًا ناجحا في عمله  و بعد عام تقريبا تزوّج الأب المرأة الّتي  كان  يحبها وفي يوم زفافهما كان الطفلان قد بلغ الأكبر العاشرة من عمره و الأصغر التاسعة من عمره و قد حزنا لأنّهما لم يحتفلا بعيد مولدهما كما كانا يفعلان مع أمّهما . و قد كانت الزّوجة تعاملهما معاملة حسنة  بحضور زوجها. ورغم ذلك بقي الطفلان حزينين  يرفضان التعامل معها  فاغتنمت الزوجة الفرصة  سانحة لتبلغ الأمر لزوجها حتىّ يعاتبهما... . وبعد طول انتظار أحست المرأة بغثيان لم تصدق أوّل مرة إلاّ أنّها ما لبثت و اعتادت الأمر. و بعد شهور أنجبت الزوجة طفلا وسيما كان هشّ الأعضاء و عيناه سوداوان كحبّتي زيتون لامعتين و كان أفطس الأنف كان الأبوان فرحين باستثناء الطفلين  كانا يتطلّعان من أعلى شرفة  خائفين عن مستقبلهما . فزاد هذا الأمر الزوجة حيرة  . ونظم الأب حفلة بمناسبة ازدياد المولود الجديد وقد استدعى فيها جميع أصدقائه في مقرّ عمله و حضر  الطفلان مكرهين إرضاء لأبيهما أمام ضيوفه و كانت الزوجة لا تترك الطفل بجانب الولدين و قدمت هدايا عديدة إلى الطفل و مرت الأسابيع و الأشهر والطفل ينمو وعيد ميلاده الأول يقترب لم يشأ الأب أن يستدعي زملائه    لتكون حلفة عائلية لأن لديه خبرا سوف يبوح به لأفراد العائلة. و بعد إطفاء الشمعة الأولى أخبرهم الأب بأنّه سوف يقسم الثروة التي جناها من عمله و ما تركته له زوجته .  وكانت المرأة قد صدمت لمّا سمعت الخبر . وبعد خلود الولدان إلى النوم توجّهت الأم لغرفة النوم و بقيّت تنتظر زوجها ولمّا جاء سألها متعجبا: - لماذا لم تخلدي إلى النوم ؟  فأجابته مبتسمة : - أنا أريد السّهر معك فأضاف الزوج قائلا : لكن ملامحك لا تدل على ذلك ؟- فأجابته الزوّجة: - هذا صحيح السبب هو عن ما تحدثت عنه منذ قليل. فأردفت سائلة : - لماذا قررت تقسيم الثروة فأنت مازلت في ريعان الشباب.أجاب الزوج :  هذا أمر قررته ولذا لن أتراجع في قراري أردف قائلا في غضب:- أرجوك لا تعبثي معي و لا تحاولي مرّة أخرى. فنامت الزوجة وهي تضمر الشر للولدين . وفي صباح اليوم الموالى كلفت حارس المنزل بأن يقتل الطفل الأصغر فهي تريد أن تبدأ به العملية الإجرامية دون أن تستعمل السلاح فهي تقطن قرب المدينة و أي طلقة نار يسمعها أهل المدينة.فكّر الحارس جيدا فوجد أنّ البئر أفضل الحلول ثمّ صعد إلى غرفة الولد لقد كانت غرفة كلّ جدرانها الداخلية مزينة   و كان بسقفها فانوس يتدحرج.  وعرض عليه فكرة التنزه فوافقه بعد إ لحاء شديد و بعد قليل  ركب كل منهما جواده  وتوجها نحو الغابة مسرعين ولمّا  وصلا إلى البئر المقصود نزلا بجانبه  واستلقيا على العشب الأخضر بعد غفوة الطفل أخذه بحذر وألقى به في البئر ولما أحس الطفل بأنه في الهواء مدّ يده فأمسك  بسلم فبقي يتدحرج فوق ثعابين تتأهّب في استقبال وليمة  .أخذ الحارس الحصان وأخرجه من الغابة و انطلق عائدا و كان الطفل في تلك اللّحظة يصيح بصوت يكاد يصم الآذان فسمعه راع يتيم كان يعمل لإحدى الأكابر في المدينة و أخذ يتتبّع مصدر الصوت و لمّا أدرك مكانه  توجّه مسرعا نحو البئر فشاهد الطفل المسكين يتصبّب عرقا... فألقى  له بحبل قصير و أخذ يجذب شيئا فشيئا حتّى أخرجه و أعطاه قارورة ماء كان يحملها معه في حقيبة قديمة و بعد ذلك حكا كل واحد قصّته للآخر حقا لقد كانت قصصا حزينة  وبعد يوم عاد الطفل إلى منزله وقد وجد كل الناس في خوف وارتباك عليه بعد أن نجح الحارس في تمثيل دوره على أحسن وجه وقد تظاهر بأنهما قد افترقا بعد استراحة ... . فكانت في الحقيقة علامات الارتباك واضحة على وجه الزوجة والحارس بعد أن كانت مستبشرة قبل مجيء الطفل. وبعد هنيهة من ذهاب الأب لمقر عمله و فشله في إيجاد ابنه. بعثت الزوجة لحارسها المأجور رسالة هاتفية تطلب منه المجيء لمكتبها دون أن يراه أحد تفادي لوقوع المشاكل دخل الرجل بكل سهولة لمكتب المرأة فألقى التّحية    وأغلقت الزوجة   الباب و بادرته قائلة متلعثمة : - إذا كشفتنا الشرطة... عليك أن لا تخبرهم بأني أنا من حرّضك... و ما رأيك  أنت ؟ فردّ الرجل و علامة الخبث على وجهه :- وهل يعقل أن أنفذ ما قلته و لا أتلقى مكافأة على ذلك. فأجابته من فورها :-لا بل سوف تقبض مبلغا محترما إذا نفذ ت ذلك وإذا أردت سوف أكلف أمهر المحامين لتخفيف العقوبة.  سكت الرجل و قال مبتسما :- أجل هكذا اتفقنا .

 لمّا عاد الطفل وأبوه صحبة الشرطة و بعد أن أدلى بأقواله و قد اعتبرت دليلا قاطعا على إدانة المجرمين .وتم القبض على الجاني لما كان يغادر المكتب بعد أن تفطن لمجيئهم و بعد عدة جلسات  و بمساعدة اليد الخفية حكم عليه  بثلاثة أشهر و تعويض مالي قيمته 500  د . و يبقى السؤال المطروح  لماذا خططت الزوجة  لقتل الطفل ؟

ومرّت الأيام مسرعة و قد اقترب موعد توزيع الثّروة فعزمت الشّريرة أن تعيد كرّتها في قتل الطفلين لكن هذه المرّة معا بعد اتفاقها مع رجلين من الأشقياء و بعد التخطيط لذلك. كان يجب أن تشتري سيارة مماثلة لسيّارة زوجها لم تجد صعوبة في ذلك.وفي أول يوم من امتحانات آخر السنة فوجئ الطفلان بوجود الرّجلين اللذين ادّعيا بأنّهما عاملان جديدان لدى الأب صعد الطفلان السيارة قصد الذهاب  في نزهة لمكان جميل يغنى عن الوصف أو هكذا يبدوا حسب قول الشقيين .ولمّا  ولجوا الغابة نزلوا  وتركوا السيارة في المدخل وحمل أحد الرجلين محفظة كانت بها أطعمة و ماء للشراب حسب قول الرّجلين و أخذوا يسيرون بخطى ثابتة حتّى شعر الطفلان بالعطش فطلب منهما الرجلان

أن يستريحوا بعض اللحظات  فهمس الرجل للآخر فأخرج من الحقيبة قارورة أخذها خناس و شرع يشرب ثمّ أعطى لأخيه و لكن بعد ذلك أحسّا بطعم غير عادي و فجأة أغمي على الولدين  ففرح الرجلان ثم أخذا يشيران للحيوانات المتوحّشة بالصياح و الصّفير فسمع الرّاعي هذه الصفارة و أخذ يتتبّع مصدرها حتى وصل إليهما و قد تعجّب لوجود نفس الطفل اّلذي  أنقذه مؤخرا و طفلا آخر و في نفس ذلك الوقت كان الأب مرتبكا و قد أجرى  عدّة مكالمات للمدن المجاورة لكن دون جدوى فأخذ سيارة الشرطة وانطلق إلى الغابة  و معه أفراد الشرطة  فاعترضتهم  سيارة فحصل إطلاق نار كثيف أدى لموت الأب إثر تلقيه طلقة في القلب لكن قوات الأمن سيطرت على الأوضاع  و أمسكت بالمجرمين وكان الولدان قد عاشا  الأحداث الأليمة بعد استعادة وعيهما بفضل الراعي و قد تأسف لموت أبيهما فهو مهما فعل سوف يبقى أبيهما و قبض على الزوجة بعد اعتراف الرجلين و حكم عليها بالسجن المؤبد لتهمتها بالتحريض على القتل وعاش الإخوة الثلاثة والراعي المنقذ في كل مرة فهم أربعة أيتام .

من إنجاز : تلاميذ السنة السادسةأ 2006-2007

       أيوب  معاوي ، مروى عمدوني  ،  العربي  نيجاوي و أحلام  بوسالمي 

 القصة الثانية         الصفحة الرئيسية

 

إيدونات - شبكتي - المكتبة الإفتراضية - فضاء المكون - المدرسة الإفتراضية - فضاء المربي - حول الموقع