مغامرات إلينا

 

كان في قديم الزمان ثلاث  أخوات أميرات ، الكبرى اسمها ازابالا ، شعرها سبط و ذهبي عيناها زرقاوان لهما جاذبية غريبة ، بشرتها ناعمة الملمس ، معتدلة القامة ، كثيرة العناية بهندامها وأناقتها، وكانت أختها الوسطى ازمرلدا مجعدة الشعر فاحم عيناها سود وان كحبّتي زيتون لامعتيْن وكانت تخفي براءة، لطيفة في حركاتها ،  نحاسية البشرة تميل إلى البدانة نوعا ما.أما الصغرى فهي إلينا لامعة البشرة شعرها طويل كذيل الحصان و لونه أصفر لامع جدا به شعيرات حمراء و متموج ينسدل كالشلال أما عيناها فامتزجتا بالأخضر و الأزرق و كانتا لامعتان و برّاقتان و لهما حَوَرٌ بديع و كانت مستديرة الوجه ،رقيقة الأعضاء أنيقة،رشيقة، جميلة، لها قامة هيفاء و كانت شابة في ريعان الشباب لم تبلغ الخامسة عشر بعد، إنها صبورة طيبة القلب و اللسان لا تفكر إلآّ في الخير إنها رائعة الجمال و الكمال. ذات يوم خرجت إلينا مع مهرتها" ثلجية" كانت هذه المهرة بيضاء رسمت على جبينها نجمة ورديّة و تلك النجمة كلّما أحست المهرة بالخطر تجاه صديقتها الأميرة تنبعث منها أشعة و تذهب لإنقاذ الأميرة،  ولكن عندما تكون قريبة منها تلك المهرة هي عبارة عن هدية عيد ميلاد قد أهداها لها أحد السّحرة الذين هم أصحاب أبيها وذاك الساحر يسكن في مدينة السّحب بينما كانت الأميرة تتجول في الغابة الخضراء اليانعة نزلت الشابة من فوق المهرة وأصبحت تتمشى على ساقيها الناعمتين إذا بالمهرة فجأة تقع في الشبكة وترفع إلى الأعلى ويظهر شخصان يرتديان زيا غريبا يحاصران إلينا ويحيط بهما مجموعة  من الحراس المسلحين من النينجا. شعرت إلينا بشيء غريب وصرخت صرخة امتزجت بالخوف والفزع  و حاولت إنقاذ المهرة ولكن دون جدوًى ، فعادت إلى القصر جارية   خائفة و عندما وصلت قالت لأبيها بأن هناك شخصان حاصراها و طلبت  منه أن يذهب معها صحبة الحراس. كان أبوها رجلا وقورا وعظيم الشأن و كان الشعب كلّه يدعوا له بالشكر و الثناء و طول العمر. فخاطبها أبوها و نبرات الحكمة على شفتيْه:" لقد كان اختبارا لك فقط كي أرى مدى شجاعتك فقد امتحنت أختاك قبلك و أوصيْتهما بأن لا تخبراك. و فوجئت إلينا بالمهرة تدخل  عليها يصطحبها شخصان و حمدت إلينا الله على أنه كان مزاحا فقط. ومرت الأيام و عادت إلينا وحدها إلى الغابة البعيدة مرّة أخرى وكان الفصل ربيعًا تكاثرت فيه الأزهار والفراشات مختلفة الألوان والأشكال وفجأة استغربت من وجود شخصيْن وبعض الحراس وظنت أنّ أباها يختبرها من جديد فقالت لهم :"أعرف هذه الدعابة التي أمركم أبي بتنفيذها إني وعلى أي حال لست خائفة منكم . ولكن هيهات لقد أخذوها معهم فبدأت تصرخ صراخًا متتاليا. الأميرة إلينا هي فتاة شاعرية و تحب أميرا اسمه "مالك" تعرفت إليْه السنة الماضية عندما كانت في حفلة عيد ميلاده، إنه معتدل  القامة أشقر الشعر عيناه خضراوان كعيني القط في الصباح ،  لقد كان لامع البشرة. وعندما وصل بها الشخصان إلى القصر المهجور وضعا إلينا على كرسي ونزعا أقنعتهما، يالا المفاجأة لقد كانا رجل و امرأة. كان الرجل كهل له شعر غزير و أسود لا تكاد أذناه وعيناه تظهران من تحته، متوسط القامة، وكانت المرأة في ربيع العمر شعرها كله ضفائر ذهبيّة رشيقة القوام متوسطة الوزن. سألتهما إلينا قائلة:"ما اسمكما ؟ و لماذا اختطفتماني في يوم عيد ميلادي الخامس عشر "؟. فصاحت المرأة في وجهها :" اسمي "أُميْرة"  و هذا زوجي" رمسيس" و قد اختطفناك للسبب التالي و هو أن أباك قد اختطف ابننا و عذبه لأنه كان يصطاد في غابته . أين هو الآن؟ لقد سافر ونحن لا نعرف أين هو الآن". وكيف عرفتم أني ابنة الملك .ومن لا يعرف أنك ابنة الملك جوهر لقد كنا نراقبك منذ أشهر وقد خفنا لأنك مع مهرتك أما الآن سوف تحاسبين حسابا كبيرا شعرت الأميرة بخوف وفجأة تمتم الرجل الشرير بكلمات غامضة ويا للهول ما هذا لقد أصبحت الأميرة بشعة وقبيحة المنظر و قصيرة القامة ،واسعة الشدق،غليظة الشفتين، شعرها طويل ومنتصب كمسلاّت القنفذ ،ممتقعة البشرة و كلّ جمالها انقلب إلى الشريرة والغريب في هذا أن ذاك الرجل كان ساحرا معروفا جدا فهو يشفي كل الأمراض ويسحر كل الأشخاص. قالت المرأة سوف تعيشين خادمة عندنا. وفي تلك الأثناء كانت مراسم الاحتفال تقام في القصر ولكن مر اليوم كمرور العاصفة على الأميرة وعاشت  خمس سنوات خادمة عرفت فيها ما الخير وما الشر وعرفت فيها كيفية العمل المنزلي. وفي تلك المدة عندما تأخرت الأميرة عن المنزل عرف أبوها أنها قد اختطفت. لم يكف  عن البحث عنها وأرسل الحراس للبحث عنها وأرسل للكثير من الأمراء ولكن بدون جدوى لقد كان ذلك القصر المهجور الذي وقعت عليه لعنة الحورية الشريرة" تيميط" إذا جاء شخص للبحث عن الأميرة . يختفي ذلك القصر . لقد كانت تلك الحورية يبلغ طول شعرها أمتار كانت عيناها سود وان كأنهما عيني غزالة وكانت طويلة القامة مكورة الأنف جميلة جدا كانت الأميرة في تلك الأثناء تبكي بكاء شديدا  كمطر الشتاء وذات يوم راق هواؤه ذهبت أُُميْرة ورمسيس في جولة إلى الغابة وكانت أُميْرة أجمل امرأة في العالم بينما كانا يتجولان في الغابة إذ بإلينا تخرج من القصر وتهرب وكانت تجري بسرعة فائقة وخائفة من أن يجداها ويرجعاها إلى القصر المهجور كانت تتصبب عرقا وتبكي حتى وصلت أمام نهر لم تره سابقا فجلست فوق صخرة كبيرة وبقيت تستريح وتستمع لخرير المياه الجارية وفجأة إذ بالصخرة تتحول إلى قفص وظهر الشريران فقال الرجل :"هل ظننت أنك ستهربين." خاطبته الأميرة قائلة :"ولكن كيف جعلت هذه الصخرة تتحول إلى قفص ." فقالت لها أُميْرة :"إن زوجي باستطاعته سحر كل شيء فيحوله إلى ما يريد أيتها الأميرة إلينا ."ثم أعادها إلى القصر وعندما كانوا يتحاورون كان هناك حارس قد سمع ما دار بينهم وذهب إلى الملك وأخبره بما رآه بين الأميرة والشريرين وبينما كان الأب يتحدث إلى الحارس كانت أختاها قد سمعتا ما دار بينهما فنزلتا جاريتين وأخبرتا أباهما بأنهما ستذهبان للبحث عنها فعارض الأب بنتاه في أول الأمر ولكن بعد إلحاح طويل سمح لهما بالذهاب ولكن مع الحراس فخاطبتاه سنذهب مع مهرتنا فوافق الأب والخوف يمزق أحشاءه. فذهبتا وامتطت "ازمرلدا" مهرتها "جاكلين" لقد كانت تلك المهرة جميلة المنظر يتوسط صدرها هلال ذهبي  يطلق أصواتا مرعبة كانت تلك المهرة وردية عيناها برّاقتان. وامتطت" ازابالاّ" مهرتها "مريانا" و كانت تلك المهرة تحمل في عنقها  قلادة ينبعث منها نورا ساطعا تعشى له الأبصار لقد  كان لونها كلون السماء  الزرقاء الصافية و كانت المهرتان تستطيعان الطيران فطارتا في السماء  فمّرتا على جبال كثيرة و عالية و شاسعة و أودية متنوعة و غابات كثيفة،و فجأة رأتا قصرا تحيط به مادة خضراء و هو يبدو مهجورا فعرفتا أن أختهما في ذالك القصر فنزلتا أمامه و قالتا للحراس أنهما أصحاب "أمَيْرة و رمسيس" فأدخلهما لأنهما كانتا تحملان قطعتي بلّور قد سلمهما إياهما والدهما وعندما رآهما الشريران يدخلان غضبا كثيرا و نزلا لمقابلتهما وعندما وصلا إليهما سألتهما "ازمرلدا ": أين أختي ؟. فقالت أمَيْرة:" أتضنين أنّ الأمر سهلا، إذا." وجرى بينهما حوارا شديدا جرى فيه شجارا عنيفا جدّا وفجأة إذ بإلينا تدخل عليهما فقالت لها أختها : أختي العزيزة ما حلّ بك ؟ فخاطبتهما إلينا ونبرات الدّهشة امتزجت بالفرح والخوف:" وكيف عرفتما أني أختكما"؟. إني أحسّ بأنك أختي لأن حب الأخوة لا يتغير." وبينما هم كذلك إذ بإلينا تصفع الشريرة وتعود كما كانت جميلة في السابق لقد عرفت كيفيّة التخلص من السحر عندما سمعتهما يتحدثان عن كيفية التخلص منه ولكنها لم تشأ فعل ذلك من قبل لأنّها الآن وجدت من ينقذها وإذا بالشريرة تقع على الأرض ميّتة وفجأة جاءت" ثلجيّة وجاكلين ومريانا "ووحدن قواهن معا وأطلقنها على الرّجل ومن هذا اليوم بقيت هذه الأسطورة عبرة يتناقلها الأجيال جيلا بعد جيلا وكانت فرحة الملك والملكة عظيمة جدا لا توصف وذات يوم ذهبت الأميرات الثلاثة للتجول في الغابة إذ بالأمير مالك قادم و معه أخواه كان الأخ المتوسط اسمه "شهريار" كان شعره سبط و ذهبي عيناه خضراوان كحبتي زيتون لامعتان وطويل القامة و كان الكبير اسمه جاك شعره فاحم عيناه براقتان أنفه دقيق حجمه متوسط و قد أغرما بإزابالا و إزمرلدا و تزوجوا جميعا بعد خمس سنوات و ذات يوم قبل الزواج ذهبت إلينا و مالك إلى القصر الذي سيسكنان فيه هما الاثنان لقد كان جميلا جدا و كبير يزهو بحديقة الغناء الموشاة أرضها التي نبتت في سفوحها أشجار كبيرة  كان يكسوها الربيع بما تشاء من ضروب الألوان تنشر أريج أزهارها و تطلق على الوجود أعذب الألحان.  كان مالك يصف الأميرة وصفا جميلا جدا قائلا:" إنها طويلة القامة ذات قد مائس رشيق يحاكي غصن البان في تفننه و لينه و شعر كثيف و بشرة رقيقة بيضاء و عينين سنجابين تبدوان في غالب الأحيان ذابلتين منكسرتين مفكرتين تخترقان الأشياء إلى فضاء يحيط بهما كأنهما ترقبان في الهواء إشارة يد غير منظورة و يطيل منهما لهيب قائم عميق يكسب ملامحها هيأة فتاة لكنهما تتألقان سعيدتين أحيانا عندما تشاء صاحبتهما تألقا لم أرى له شبيها كأن الحياة أشبعتهما مسارات لطيفة هادئة و لها أسنان منضدة كالدُّرّ تجعل ابتسامتها من أبدع ما رأيت فهي تحاكي القديسات. وبعد الزواج بشهرين أحست إلينا بغثيان لم تصدق في أول الأمر ولكنها ما لبثت أن صدقت و أنجبوا بنات وأولادا وعاشوا في سعادة وهناء.

 من إنتاج تلاميذ: 6أ  2006-2007

أماني جمازي ، سوسن رزقي ، رحاب فرشيشي و خليل سعيداني

 

 

             القصة الثالثة                                   الصفحة الرئيسية

 

إيدونات - شبكتي - المكتبة الإفتراضية - فضاء المكون - المدرسة الإفتراضية - فضاء المربي - حول الموقع